فوائد الغبار البركاني وكيف يمكن للمناطق اليمنية الاستفادة منه

اليمن الاخباري -الاثنين 24نوفمبر2025م

يشهد عدد من المناطق اليمنية، خصوصًا المرتفعات الغربية مثل وصاب، ريمة، إب، ذمار، الضالع، البيضاء وما جاورها، تساقطًا للغبار البركاني الذي قد يشكّل مصدر فائدة مهمة للتربة والزراعة على المدى المتوسط والطويل، رغم مخاطره الصحية الأولية.

أولًا: ما الفوائد المحتملة لهذه المناطق؟

1- تحسين خصوبة التربة بشكل كبير

الغبار البركاني غني بالمعادن المفيدة للتربة، ومنها:

البوتاسيوم: يعزز الإثمار.

الفوسفور: يقوّي الجذور.

المغنيسيوم والكالسيوم: يحسّنان نمو النبات.


ومع هطول الأمطار يتحول هذا الغبار إلى مواد غذائية تمتصّها التربة، مما يرفع خصوبتها خلال 6 أشهر إلى 3 سنوات.
وهذا يفسّر الخصوبة العالية في المرتفعات الزراعية بدول مثل إثيوبيا وإندونيسيا، وهي بيئات مشابهة لليمن.


---

2- رفع إنتاج أهم المحاصيل اليمنية

يُعد الغبار البركاني عنصرًا مفيدًا جدًا لمحاصيل مثل:

البن

الذرة والدخن

البنجر

الفواكه (التفاح، الرمان، العنب)

القات (من الناحية الزراعية فقط)


وقد يساعد في:

زيادة حجم الثمار

تحسين الجودة والطعم

تقليل الحاجة للسماد الصناعي



---

3- إنعاش الأراضي المرهَقة والضعيفة

الأراضي التي تزرع باستمرار تفقد جزءًا كبيرًا من عناصرها الغذائية.
ويعمل الرماد البركاني كسماد طبيعي يجدد التربة ويساعد على تقليل الملوحة نسبيًا، وهو مهم خصوصًا في الأراضي التي أتلفتها السيول أو الجفاف.


---

4- تحسين جودة مياه الآبار

بعد استقرار الغبار في الأرض وهطول الأمطار:

تعمل الجزيئات البركانية كـ مرشح طبيعي (فلتر)

تساهم في تنقية المياه

تزيد من المعادن المفيدة في المياه الجوفية


لكن هذا التحسن يحدث على المدى الطويل وليس خلال الأيام الأولى.


---

5- إمكانية استغلاله اقتصاديًا

يمكن استخدام الرماد البركاني في صناعات مثل:

الإسمنت البركاني (البوزولان)

الطوب الخفيف

مواد العزل

السيراميك والزجاج


وقد يشكل ذلك مشاريع استثمارية مستقبلية في اليمن إذا تكرّر تراكم الرماد.


---

ثانيًا: هل الغبار الحالي مفيد مباشرة الآن؟

الفوائد ليست فورية بل مستقبلية.
خلال الأيام الأولى قد يكون الغبار:

ضارًا بالتنفس والصحة

مسببًا لأضرار لأوراق النباتات إن تراكم عليها

ملوثًا لخزانات مياه الشرب


لكن بعد أن يختلط بالتربة وتتساقط الأمطار ويتحلل تدريجيًا، تبدأ فوائده بالظهور.


---

ثالثًا: كيف نستفيد منه عمليًا في اليمن؟

للمزارعين:

1. عدم إزالة الغبار البركاني من التربة الزراعية.


2. حرثه وخلطه بالتربة بعمق 10–20 سم.


3. انتظار أول أمطار لبدء التحلل والتفاعل.


4. مراقبة المحصول خلال موسم أو موسمين.


5. تقليل الأسمدة الكيميائية تدريجيًا.



للمياه والآبار:

تجنب استخدام المياه المكشوفة الملوثة حتى تهطل الأمطار.

تصفية المياه قبل الاستخدام.


للمشاريع المستقبلية:

جمع عينات ودراسة مكوناتها.

إمكانية إنشاء مصانع للإسمنت البركاني في مناطق تراكم الرماد.



---

رابعًا: متى تبدأ الفائدة الفعلية؟

بعد 3–6 أشهر: يبدأ التحسن في التربة.

بعد موسم زراعي إلى موسمين: تظهر نتائج واضحة في الإنتاج.

على مدى سنوات: تصبح التربة من أكثر الأراضي خصوبة.



---

خامسًا: متى يكون الغبار خطيرًا؟

عند استنشاقه مباشرة.

عند تعرض المزارعين والمواشي له دون حماية.

عند دخوله خزانات مياه الشرب.


الحل:

استخدام الكمامات.

تغطية خزانات المياه.

غسل المحاصيل قبل الأكل.

أحدث أقدم
تصميم وتطوير - دروس تيك