المعركة تتّسع: من مع إيران؟ ومن مع الاحتلال الصهيوني؟


كتابات :اليمن الاخباري/مع تحوّل المواجهة بين إيران والاحتلال الصهيوني إلى صدام عسكري مفتوح بلا خطوط حمراء، تتجه الأنظار إلى خريطة التحالفات الدولية:
من يدعم من؟ وكيف؟ وإلى أي مدى يمكن أن تتسع رقعة الحرب؟

أولاً: من يقف مع إيران؟

رغم أن إيران تُواجه وحدها آلة الحرب الصهيونية المدعومة من الغرب، إلا أن لها شبكة دعم غير مباشرة ومتفاوتة، تشمل عدة أطراف دولية وإقليمية:

1. روسيا: الدعم السياسي والعسكري المقنن

الدعم العلني المباشر محدود حتى الآن، لكن روسيا تتقاطع مع إيران في معركة كسر الهيمنة الغربية.

قد تقدم دعمًا استخباراتيًا، تكنولوجيًا، أو عبر تعطيل قرارات دولية معادية لطهران في مجلس الأمن.

روسيا مهتمة بإضعاف الحضور الأمريكي في الشرق الأوسط، لكنها تتحرك وفق مصالح دقيقة، وتتجنب مواجهة مباشرة مع واشنطن.

2. كوريا الشمالية: شريك استراتيجي بعيد

كوريا الشمالية تعتبر إيران حليفًا ضد "الاستكبار الأمريكي".

قد توفر دعمًا تقنيًا في مجال الصواريخ، أو تنسيقًا استخباريًا غير معلن.

غير مرجّح أن تشارك عسكريًا بشكل مباشر، لكن التصعيد قد يدفعها إلى تحريك الجبهة الآسيوية لإرباك واشنطن.

3. الصين: صديق اقتصادي وحذر استراتيجي

الصين تدعم استقرار إيران للحفاظ على مصالحها الاقتصادية والطاقة.

موقفها أقرب إلى الحياد الإيجابي، وتتحرك كقوة كبرى لمنع انهيار التوازن الإقليمي.

ستعارض أي حرب شاملة، لكنها قد توفر مظلة سياسية لمنع عزلة إيران دوليًا.

4. باكستان: بين التردد والضغط

باكستان لن تنخرط عسكريًا إلى جانب إيران، لكنها لن تقف مع الاحتلال.

الرأي العام الباكستاني يقف بقوة مع إيران ضد الاحتلال.

قد تضطر باكستان إلى اتخاذ موقف حيادي، خاصة في حال تصاعد الحرب، لتجنب ضغوط خليجية وأمريكية.

5. محور المقاومة: الحليف الإقليمي الفاعل

هنا تكمن الدعامة الحقيقية لإيران:

حزب الله في لبنان

أنصار الله في اليمن

فصائل المقاومة في العراق وسوريا وفلسطين

هذا المحور أثبت جاهزيته للعمل على عدة جبهات، وقد يشكل أكبر تهديد مباشر للاحتلال في حال تطور الحرب.

ثانيًا: من يقف مع الاحتلال الصهيوني؟

الاحتلال الصهيوني لا يخوض هذه المعركة وحيدًا. بل مدعومٌ بتحالف دولي عسكري وسياسي يمتد من واشنطن إلى الخليج:

1. الولايات المتحدة الأمريكية: العمق الاستراتيجي

تقدم واشنطن دعمًا مباشرًا:

أنظمة دفاع جوي (باتريوت وثاد)

معلومات استخباراتية في الوقت الفعلي

غرف عمليات مشتركة

القيادة الأمريكية أعلنت أنها ستدافع عن "أمن إسرائيل"، لكن حدود التدخل البري أو الجوي لا تزال مرهونة بتصاعد الرد الإيراني.

2. بريطانيا والدول الأوروبية

لندن وباريس وبرلين تؤيد "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس"، وتوفر دعمًا لوجستيًا واستخباراتيًا.

المشاركة العسكرية المباشرة مستبعدة حاليًا، لكنها ستضغط لعزل إيران دوليًا وفرض عقوبات.

3. دول الخليج والدول العربية

دول مثل السعودية والإمارات والبحرين والأردن توفر مجالًا جويًا أو دعمًا استخباراتيًا ضمنيًّا أو تسهيلات أمريكية على أراضيها.

لكن هذه الأنظمة تحاول النأي بنفسها عن الدخول المباشر في الحرب، خوفًا من انتقام إيراني أو ردود فعل داخلية.

4. دول إسلامية أخرى

تركيا، رغم عدائها المعلن للاحتلال، تتخذ موقفًا متوازنًا، لا يؤيد إيران عسكريًا ولا يدعم الاحتلال.

أذربيجان متهمة بتوفير تسهيلات استخباراتية وجوية، وهو ما فاقم التوتر مع طهران.

خلاصة الموقف: حرب الوكلاء أم انفجار شامل؟

الخريطة الدولية تشير إلى أن الحرب الجارية ليست بعدُ حربًا عالمية، لكنها أقرب إلى "حرب متعددة الطبقات":

إيران تقاتل مباشرة، ومعها محور مقاومة واسع وقوي.

الاحتلال مدعوم من الغرب، ويحتمي بالمظلة الأمريكية.

لكن السؤال المطروح الآن: هل ستبقى هذه الحرب محدودة، أم ستنفتح على صراع إقليمي شامل يتورط فيه الجميع؟

الجواب يعتمد على تطورات الأيام المقبلة. لكن ما هو مؤكد أن الشرق الأوسط لم يعد كما كان قبل هذه الحرب... ولا بعد هذا الرد الإيراني.

الناشر:اليمن الاخباري
الكاتب :الدكتور عبدالرحمن المؤلف
أحدث أقدم
تصميم وتطوير - دروس تيك