بداء محادثات في سويسرا بين أمريكا والصين لتهدئة النزاع التجاري المتصاعد بين الدولتين

السبت12 ذو القعدة 1446هـ 
10 مايو 2025م

جنيف :اليمن الاخباري/انطلقت، اليوم السبت، في سويسرا محادثات رسمية بين مسؤولين أمريكيين وصينيين رفيعي المستوى، في محاولة لتهدئة نزاع تجاري متصاعد بين أكبر اقتصادين في العالم، والذي يهدد بتقويض حركة التجارة العالمية والإضرار بالاقتصاد الدولي.


وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا” أن "وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، والممثل التجاري الأمريكي، جيمسون غرير، عقدا اجتماعات في جنيف مع وفد صيني برئاسة نائب رئيس مجلس الدولة، هي لي فينغ".

وأكد دبلوماسيون من كلا الجانبين بدء هذه المحادثات، التي تُعد أول خطوة عملية لكسر الجمود بين واشنطن وبكين، بعد أشهر من التصريحات المتشددة والإجراءات التصعيدية.

ورغم أن احتمالات تحقيق تقدم ملموس تبدو محدودة، إلا أن هناك تفاؤلًا حذرًا بإمكانية التوصل إلى تفاهمات تؤدي إلى خفض الرسوم الجمركية الكبيرة التي فرضها الطرفان على سلع بعضهما البعض، وهو ما من شأنه أن يخفف الضغط عن الأسواق العالمية والشركات الأمريكية والصينية المعتمدة على التجارة البينية

واجتمع مسؤولين كباراً من أميركا والصين مجدداً اليوم الأحد في جنيف، لاستئناف المحادثات التي بدأت أمس السبت، في مسعى لتهدئة الحرب التجارية التي تهدد بإلحاق ضرر بالغ بالاقتصاد العالمي.

وأنهى كبار المسؤولين الأميركيين والصينيين اليوم الأول من المحادثات في جنيف، والتي تهدف إلى نزع فتيل حرب تجارية تهدد بتوجيه ضربة قاسية للاقتصاد العالمي

وعقد نائب رئيس الوزراء الصيني، خه ليفنغ، اجتماعاً استمر نحو ثماني ساعات مع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت والممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير، في أول لقاء مباشر بين الجانبين منذ أن فرض أكبر اقتصادين في العالم تعرفات جمركية تجاوزت 100% على واردات كل منهما من الآخر، بحسب رويترز.

ولم يصدر أي من الطرفين تصريحات بشأن مضمون المحادثات أو ما إذا تم إحراز أي تقدم ملموس باتجاه خفض الرسوم الجمركية الثقيلة، وذلك مع اختتام الاجتماعات في مقر إقامة السفير السويسري لدى الأمم المتحدة نحو الساعة الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي (السادسة مساءً بتوقيت غرينتش).


اجتمع بيسنت وغرير مع خه في جنيف بعد أسابيع من تصاعد التوترات، إثر موجة الرسوم الجمركية التي أطلقها الرئيس ترامب في فبراير شباط، والتي قابلتها بكين بإجراءات انتقامية، ما أدى إلى شبه توقف في التبادل التجاري السنوي الثنائي الذي يناهز 600 مليار دولار.

وقد تسببت هذه المواجهة التجارية، إلى جانب قرار ترامب الشهر الماضي بفرض رسوم على عشرات الدول الأخرى، في اضطراب سلاسل الإمداد، واهتزاز الأسواق المالية، وزيادة المخاوف من ركود اقتصادي عالمي حاد.

 ولم يُعلَن رسمياً عن موقع المحادثات في المركز الدبلوماسي السويسري، لكن شهود عيان أفادوا بأن الوفدين عادا بعد استراحة الغداء إلى فيلا السفير الأممي المحاطة بسياج أمني، والتي تطل على بحيرة جنيف في ضاحية كولوني الهادئة، وتضم منتزهاً خاصاً.

وفي وقت سابق، رصد مسؤولون أميركيون من بينهم بيسنت وغرير وهم يبتسمون أثناء مغادرتهم الفندق متوجهين إلى المفاوضات، مرتدين ربطات عنق حمراء وشارات العلم الأميركي على ستراتهم. ورفض بيسنت الإدلاء بأي تصريح للصحفيين.

في الوقت ذاته، شوهدت سيارات مرسيدس ذات نوافذ مظللة تغادر فندقاً مطلاً على البحيرة حيث تقيم البعثة الصينية، بينما كان عداؤون يستعدون لماراثون نهاية الأسبوع ويؤدون تمارين الإحماء تحت أشعة الشمس.

وتسعى واشنطن إلى تقليص عجزها التجاري مع بكين في السلع، والذي يبلغ 295 مليار دولار، وإقناع الصين بالتخلي عما تصفه بأنه نموذج اقتصادي «تجاري توسعي» والمساهمة بشكل أكبر في الاستهلاك العالمي، وهو تحوّل يتطلب إصلاحات داخلية حساسة سياسياً.

 من جهتها، ترفض بكين ما تعتبره تدخلاً خارجياً، وتطالب واشنطن بخفض الرسوم الجمركية، وتوضيح السلع التي ترغب في أن تشتريها الصين بكميات أكبر، وأن تُعامَل كندٍّ على الساحة الدولية.

 


أحدث أقدم
تصميم وتطوير - دروس تيك